بعد أن قال ذلك فتح لنا الباب ..
لكنا ما إن سرنا قليلا حتى رأيت بابا عجيبا، قد علقت عليه لافتة في منتهى الجمال مكتوب عليها
قوله تعالى:﴿ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ﴾(الحشر:
7)
قلت للمعلم: لا شك أن هذا هو باب
التداول، فهذه آية التداول.
قال: نعم، وهي صريحة لن تستنفذ منا
جهدا في إثبات معناها كما استنفذته منا آية الاستثمار.
قلت: ما الفرق بين الاستثمار
والتداول؟.. إني لا أكاد أحس فرقا بينهما.
قال: الاستثمار يهتم بتنمية المال،
بغض النظر عن مالكه، فلذلك لا يرى بأسا في أن يمتلك جميع أموال الدنيا رجل واحد
بشرط أن يحسن استغلالها والاستفادة منها، وتعميم تلك الاستفادة.
قلت: والتداول؟
قال: ينظر إلى مقصد آخر له أهميته
التي لا تقل عن أهمية الاستثمار، أو تكاد تكمل غرض الاستثمار.
قلت: وما هي؟
قال: أن لا يبقى المال في يد طائفة
محدودة، بل ينتشر بين طوائف من الناس.
قلت: وما الحكمة في ذلك؟
قال: هناك حكم كثيرة وفوائد جليلة،
منها ما يرتبط بسنة الاستخلاف التي مررنا