صحت:
فما الذي يحققه؟ .. وما الذي يردع النفوس الظالمة، والقلوب القاسية، والعيون
المتحجرة؟ .. من الذي يحطم ذلك الكبرياء الذي تمتلئ به نفوس المجرمين، فيقدمون
أنانيتهم على كل شيء؟
قال
بهدوئه المعتاد: السلام.
قلت:
أبهذه البساطة؟ .. إن الأمر أخطر من هذا بكثير.
قال:
أنتم تبحثون عن الأمن .. ولا يمكنكم تحقيقه إلا بالسلام ..
قلت:
ومن نسالم .. أنسالم الذين يقتلوننا، ويمدون أيديهم لدمائنا يمتصونها؟
قال:
نعم .. السلام لا يتعامل مع كل شيء إلا بالسلام.
قلت:
أنت تحيرني يا معلم .. فأفصح .. فقد يفهم كلامك خطأ، فالسلام عند بعضنا مرادف
للخنوع والذلة.
قال:
لا .. السلام هو العزة والكرامة والرفعة .. ولا يصح أن يرادف الخنوع والذلة.