والأسد
ليوجهها إلى اللعب واللهو .. فيجعل من ذلك الذي يخافه الناس على نفوسهم وسيلة رزقه
التي يحافظ بها على حياته؟
قلت:
ما أسهل ذلك ـ يا معلم ـ لقد عرف شهوات النمر والأسد، فراح يتلاعب به من خلالها.
قال:
فكذلك من يحيط بكم من الأقوام، استعبدتهم الدنيا، ولن تجروهم إلى الله إلا بسلاسل
الدنيا.
قلت:
ولكن كيف يكون ذلك، وقد نهينا عن إكراه الناس على الدين.
قال:
السلاسل لا تعني الإكراه .. وإنما تعني ما رأيته من أسلوب التعامل مع النمر
والأسد.
قلت:
فما علاقة ذلك بالرخاء؟
قال:
أكبر حجاب يحول بين أعدائكم، وتبصر الحق الذي جعله الله لكم ما تقعون فيه من تخلف
وفقر وضعف .. فلذلك كان تقدمكم وغناكم وقوتكم هي السلاسل التي تجعلهم يلتفتون لكم،
ويدرسون سر الرخاء الطيب الذي وهبه الله لكم.
قلت:
ولكن الرخاء هو الذي وضعنا في هاوية التخلف.
قال:
ذلك الترف .. لا الرخاء .. والترف عبودية للمال .. أما الرخاء فإنه لا يزيد صاحبه
الفاهم عن الله إلا عبودية لله .. أليس أهل الجنة في رخاء؟