بمجرد انتهاء عبد الوكيل قال عبد الحسيب: الحسيب[1] من كفاك جميع ما أهمك من أمر
دينك ودنياك، وهو الذي يجلب لك المنافع، ويدفع عنك المضار، وهو الذي يحميك من كل
المخاطر، ويؤمن لك كل السبل، وهو الذي..
دخلنا قسما آخر من أقسام الأسماء المرتبطة بفضل الله، وقد
كتب على بابه (الشافي)
قلت للمعلم: الله ! ما أجمل هذا الاسم.. وما أعظم تفريجه لكربات
المعتلين.. فإن المريض لا يحن لاسم كما يحن للطبيب؟
قال: ولهذا ورد اسم (الطبيب) مقترنا بالله، فالله هو الطبيب: طبيب القلوب
والنفوس والأجساد، فقد
ورد في الحديث عن
أبي رمثة قال: دخلت مع أبي على رسول اللّه a فرأى أبي الذي بظهره[2]، فقال: (دعني أعالجه فإني
طبيب)، فقال a:
( اللّه الطبيب)[3]
وقد ذكر a علة كون الله هو الطبيب الحقيقي، فقال: (الله الطَّبِيبُ،
بل أنت رجلٌ رفيقٌ، طَبِيبُها الذي خلقها)
قلت: ما سر هذا؟، فالنبي a جعل اسم الطبيب خاصا بالله.
قال: لأن الطبيب هو العالم بحقيقة الدواء والداء، والقادر
على الصحة والشفاء، وليس ذلك إلا اللّه، فهو العالم وحده بتفاصيل العلل، جميع
العلل، والعالم وحده بعلاجها:﴿ أَلا
[1] قد يحمل هذا الاسم معنى
الكفاية ومعنى المحاسبة، كما في قوله تعالى:)
وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً﴾ (النساء:6)