لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فان لو
تفتح عمل الشيطان)[1]
قلت: فما حدود القوة التي أحققها بالاستعانة؟
قال: لا حدود لهذه القوة، فكل ما يخطر ببالك قليل بالنسبة
للحقيقة.. ألم يواجه الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ الانحراف بجميع أشكاله،
مستعينين بقوة الله !؟.. ألم تسمع قوله تعالى عن رسول الله a في لحظة من اللحظات الحرجة
التي مر بها:﴿ إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ
الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ
لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ
عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ
كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ﴾
(التوبة:40)
وقوله عن موسى u وهو بين عدو يتربص به، وبين بحر يحول
بينه وبين الفرار:﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ (الشعراء:62)
وقول موسى u لقومه من الجبناء:﴿
اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ
يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (لأعراف:128)
قلت: فما مكامن القوة في الاستعانة بالله؟
قال: لا تكمن قوة الاستعانة بالله في المدد الذي يحصل ثمرة
لها فقط، وإنما قوتها في نفس الاستعانة بما تحدثه من أمل في القلب، وانشراح في
الصدر، وابتسامة للأنين.
بينما أنا كذلك إذ رأيت طبيبا يظهر عليه من خلال مظهره،
ومن خلال صعوبة نطقه بالعربية أنه أعجمي، فسألت المعلم عنه، فقال: هذا طبيب من
قومك[2].
قلت: وما الذي حضر به إلى هنا؟
قال: هو أستاذ زائر بهذا القسم.. ألا تعرف الأستاذ الزائر؟