قال: هو النوع الذي يجعل العبد متصلا بالله، ذاكرا له،
متوجها إليه، مناجيا له، جالسا معه.
قلت: فما دليل تأثيره في الاستعانة؟
قال: لقد كان a إذا اشتدت به الأمور هرع إلى الصلاة،
فعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ a إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى[1].
وعن أبى هريرة قال: رآنى رسولُ الله a وأنا نائم أشكو مِن وجع بطنى،
فقال لى: (يا أبا هُرَيْرَة؛ أشِكَمَتْ دَرْدْ[2]؟)، قال: قلتُ: نعم يا رسولَ
الله، قال: (قُمْ فَصَلِّ، فإنَّ فى الصَّلاةِ شِفَاءً)[3]
قلت: وما الباب الثاني؟
قال: هو باب إغاثة الملهوف، ورحمة الخلق، وقضاء حوائجهم.
قلت: فما دليل تأثير هذا النوع من الأعمال الصالحة؟
قال: وردت النصوص الكثيرة في تأثير ذلك في رفع البلاء، فقد
قال a:
(الراحمون يرحمهم
الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).. فمن رحم الخلق استعد لرحمة
الله، ومن أغاثهم استعد لغوثه، فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
قلت: فهل هما بابان على الخيار أم يجبر على الدخول من
كليهما؟
قال: ألا تعلم أن السلام يتنافى مع الجبر؟
[1] أبو داود، وقد رُوى هذا
الحديثُ موقوفاً على أبى هُرَيرةَ، وأنه هو الذى قال ذلك لمجاهد، وهو أشبهُ.