قلت: أعلم أن الصلاة على رسول الله a عبادة.. ولكني لا أعلم أنها
دواء.
قال: كل عبادة دواء.. والصلاة على رسول الله a خصوصا أعظم دواء.. ألم تقرأ ما
ورد في الحديث أن رسول الله a كان إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: (يا أيها الناس اذكروا
الله اذكروا الله جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه)، فقال له رجل:
يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي، قال: ما شئت، قال
الرجل: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير، قال الرجل: فالنصف؟ قال: ما شئت، فإن
زدت فهو خير، قال الرجل: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير، قال الرجل: أجعل
لك صلاتي كلها، فقال a: ( إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك)[1]، فقد أخبره a بأنه يكفى كل ما أهمه.
قلت: وقد روي حديث آخر يقارب هذا، فقد روي أن رجلا قال: يا
رسول الله أجعل ثلث صلاتي عليك؟ قال نعم إن شئت، قال: الثلثين؟ قال: نعم إن شئت،
قال فصلاتي كلها؟، فقال a: ( إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك)[2]
قال: فقد وصف رسول الله a الصلاة عليه علاجا لهموم
الدنيا والآخرة.
قلت: فهمت هذا.. ولكن ما سر ذلك؟
قال: سر ذلك يسير، فالصلاة على رسول الله a تربط المؤمن برسول الله a وتملأ قلبه محبة له وشوقا
إليه.
قلت: وما في ذلك من العلاج؟
قال: المحبة تحرق كل من عداها.. فتحرق الهم والغم.. وتملأ
صاحبها بالبشر والسرور.
قلت: لقد ورد في النصوص الإخبار أن الصلاة على رسول الله a تجعل صاحبها
[1] أحمد وعبد بن حميد وابن
منيع والروياني والحاكم والبيهقي.