يجب أن يولد ذلك الولد مادام مقدرا له أن يولد، ولو ذهبت
أمه لساحر أو كاهن أو مشعوذ.
وبهذه التصورات الشركية تمكن كل مشعوذ ودجال من السيطرة
على عقول الناس وقلوبهم وجيوبهم، لأن الله تعالى شاء أن يبسط عليهم من فضله وهم في
صحبة ذلك المشعوذ، فيعتقد العامي الساذج أن تلك الصحبة هي السبب والواسطة والمحل
والمؤثر.
قلت: نعم.. هذا شرك واضح.. وكثيرا ما أراهم ينسبون حصول
الولد لراق معين.
قال: وهم لا يكتفون بهذا.. بل يضيفون لهذا تحريفات أخرى
للقرآن الكريم.
قلت: فماذا يقولون؟
قال: هم يستندون إلى تفاسير عجيبة للقرآن تتنافى مع
المسلمات الشرعية، فهم مثلا يفسرون قوله تعالى:﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ
جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ وَقَالَ
أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ
وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ
خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾
(الأنعام:128) بالاستمتاع بين الجن والإنس[1].
قلت: سمعت هذا.. وهو من المسلمات عند العامة والخاصة.. بل
لعلهم ينقلون عليه الإجماع.
قال: مع أنه لم يدل أي دليل نصي على ذلك، وإنما هي أخبار
تتلقى عادة من المرضى النفسيين والمجانين لتبنى منها قضايا عقدية يحتاج التسليم
لها إلى نصوص صريحة قطعية.
قلت: نعم.. هذه حقيقة عشتها.. فهم يصدقون كل ما يقال..
المهم أن يصب فيما يرونه.
قال: ليس هذا فقط.. بل إنهم يتنازلون كذلك عن كل مواقفهم
من البدعة، فيضعون الأوراد الطويلة التي يبحث بها عن الجن أو التي يحرق بها، أو
التي يعاهد على أساسها الجني،