الشيطان، والشيطان خلق من النار،
وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)[1]
قلت: بلى.. ولهذا سن لنا النبي a أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
في هذه الحال، ففي الحديث أن رسول الله a رأى رجلين يستبان، وأحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال
رَسُول اللَّهِ a: (إني لأعلم كلمة لو قالها
لذهب عَنْه ما يجد، لو قال أعوذ باللَّه مِنْ الشيطان الرجيم ذهب عَنْه ما يجد)،
فقالوا له إن النبي a قال: تعوذ باللَّه مِنْ
الشيطان الرجيم[2].
قال: فالشيطان يوسوس لكل الناس، كما
أن القطط تخالط جميع الناس، ولكن بعض الناس لهم استعدادات معينة كالحساسية والصرع،
فيصيبهما ما يصيب.
قلت: فأنت تقر أن للشيطان دورا.
قال: صحيح.. وما كان لي أن أخالف
القرآن الكريم.. ولكن: أجبني إن حصلت الوساوس من الإنسان بأن كان هو المتسبب في
التخويف أو الغضب، فلماذا ننسب الصرع حينها للشيطان؟
قلت: ولكن القرآن الكريم ذكر
الشيطان.
قال: ولكن القرآن الكريم لم يقصر
الشيطان على إبليس، بل قال:﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ
عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ
زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ﴾ (الأنعام:112)، وأمرنا بالاستعاذة منهم
جميعا، فقال:﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ (الناس:1)إلى قوله تعالى:﴿ مِنَ الْجِنَّةِ
وَالنَّاسِ﴾ (الناس:6)
قلت: فما العلاج في رأيك؟
قال: علاجان: أحدهما لأهل الله
يملؤون قلب الخائف طمأنينة، وغضبه سكينة،