أحمد بن حنبل أطاع الله، فأمرنا بطاعته.
ضحك العالم وقال: لا شك أن هذه الرواية من اختلاق المتعصبين للإمام أحمد، فقد كان أورع من ذلك.
قال المريض: كيف هذا.. وقد رويت في تلك المصادر.
قال العالم: الإسناد المظلم يبقى مظلما، ولو طبعوه في نسخة واحدة مع القرآن الكريم.
قال المريض: وكيف ترد هذا؟
قال: أما الأول، فما فائدة النعل؟.. ألم يكن في إمكانه أن يدعو الله لها في مكانه؟
والثاني: هل كان أبو بكر المروذي من الغباء بحيث يحمل نعل ابن حنبل.. فهل كانت النعل هي الشافية!؟
ثم إن هؤلاء ينكرون التبرك بآثار الصالحين، فكيف يتبركون بنعل ابن حنبل!؟
ثم ألم يكن في الدنيا جميعا من الصالحين إلا الحنابلة، بحيث لم يجد المتوكل إلا أبا بكر المروذي الذي هو تلميذ ابن حنبل؟
ومع ذلك.. فإني أرى أن للقصة أصلا صحيحا.
قال المريض: كيف هذا، وقد فندتها بهذه الوجوه؟
قال: لقد فطن ابن حنبل إلى أن الجارية ربما كانت تتلاعب بذلك التصرف.. فلذلك اكتفى بإخافتها لترتدع..
ثم بعد هذا: من روى هذه القصة: هل مالك في الموطأ، أم البخاري في الصحيح؟
قال المريض: لا هذا ولا ذاك، فهذه الرواية ليست حديثا.
قال: فهل ادعى أحمد في يوم من الأيام أنه رسول مشرع؟
قال المريض: لا … كان أروع من ذلك.
قال: فهل تدعون له العصمة؟