قلت: إنهم يستدلون به على عكس ذلك، فقد ذكر ابن حجر
العسقلاني عدة طرق لهذا الحديث ثم قال: (وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي
كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط)[1]، وذكر ابن عبد البر في
الاستيعاب وابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة أم زفر أنها هي التي كان بها مس من
الجن[2]، وقال ابن القيم: (ويجوز أن
صرع هذه المرأة السوداء من جهة الأرواح الخبيثة)[3]
قال: لا.. هذا تحريف خطير للحديث.. فأين ذكر الشياطين هنا،
لقد طلبت المرأة الدعاء، ولم تطلب الرقية، وقد كان التفريق بينهما مشهورا لا شك في
ذلك بدليل ما سنعرفه من نصوص، فقد ذكرت فيها الرقية بكونها مرخص فيها بخلاف الدعاء
الذي هو عبادة من العبادات.
ثم إن الرسول a أرشدها إلى الصبر، ولا نرى أن رسول
الله a
يتركها للشيطان يسيمها سوء العذاب.
***
بينما نحن كذلك إذ دخل رجل مهيب، فقلت للمعلم: من هذا
الشيخ الممتلئ هيبة ووقارا؟
قال: هذا عالم من علماء الحديث..
قلت: فلم جاء هنا؟
قال: ليجيب عن الشبهات التي امتلأت بها نفوس هؤلاء المرضى.