قلت: لقد قال بعض المشايخ في هذا: (وأما سحر المرض، فقد
قيل إن أغلب الأمراض المستعصية هي بسبب الجن الذين يسخرهم الساحر فيلابسون
الإنسان، ويحدث ذلك تعطيل بعض الأعضاء عن منافعها فينهك البدن، ويعظم الضرر، ولا
يوجد في الطب له علاج سوى الأدوية المهدئة، والأولى استعمال الرقى النافعة
المؤثرة، فلها تأثير كبير في تخفيف ذلك المرض كالسرطان والجلطة والشلل ونحوها)[1]
قال: وما ذكروا من أعراض هذا النوع من السحر؟
قلت: أعراض كثيرة جدا، فمنها مثلا ما يسمى: (سحر التشنجات
العصبية)، ويقسمونه إلى قسمين:
قسم التشنجات العصبية قصيرة الأمد: وفيه يتعرض المسحور
لتشنجات عصبية من فترة لأخرى دون أن تحدد بزمان أو مكان،
وتستمر تلك التشنجات لفترات قصيرة الأمد نسبيا، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع
المؤثرات الاجتماعية للمريض، وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة السحر والساحر.
وقسم التشنجات العصبية طويلة الأمد: وفيه يتعرض المسحور
لتشنجات عصبية من فترة لأخرى دون أن تحدد بزمان أو مكان، وتستمر تلك التشنجات
لفترات طويلة نسبيا، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الخارجية للمريض،
وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة السحر والساحر.
قال: فأعصاب الخلق بيد الساحر إذن؟
قلت: ليس أعصابهم فقط، بل أعضاؤهم أيضا.. فقد ذكروا ما
يسمى بسحر الأمراض العضوية، ويقسمونه أقساما كذلك.
منها سحر الأمراض العضوية بتأثير كلي: وفيه يتعرض المسحور
لأمراض وآلام تصيب جميع أنحاء الجسد، ويشعر المسحور من خلال
هذا النوع بالتعب والإرهاق والخمول وعدم القدرة على القيام بأية أعمال.
ومنها سحر الأمراض العضوية بتأثير جزئي:
وفيه يتعرض المسحور
لمرض يتركز في
[1] الصواعق المرسلة في
التصدي للمشعوذين والسحرة – 158، 159، والكلام للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.