قصدنا القاعة الثالثة من قاعات حصن الاستعاذة، فرأيت لافتة
مكتوبا عليها قوله a: (استعيذوا بالله من العين، فإن العين حق)[1]
قلت للمعلم: أهذه هي القاعة التي تعالج فيها العين؟
قال: أجل.. فقد ذكر هذا الحديث المرض وعلاجه.. وفيه ما
يغني عن كل تلك الأسفار التي اشتغلتم بها، وشغلتم الناس.
قلت: هذا صحيح.. فإن قومي يبالغون في أمر العين كثيرا.. بل
لو تتبعت كلامهم لتصورت أن كل ما يحدث في الكون من حوادث ليس إلا أثرا من آثار بعض
العيون السامة.
قال: فالنبي a ـ لذلك ـ أثبت تأثير العين، ولكنه لم
يكتف بذلك، بل أعطى العلاج الشرعي الذي يكف شرها.
قلت: تقصد الاستعاذة.
قال: أجل.. فهي وحدها الكافية الشافية، ولهذا كان a يعوّذ الحسن والحسين بقوله: (أعيذكما
بكلمات اللّه التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة)، ويقول: (هكذا كان
إبراهيم يعوذ إسحاق وإسماعيل ـ عليهما السلام ـ)[2]
قلت: ولكن العين خطيرة،
إنها تدخل الرجل القبر، والجمل القدر[3]؟
قال: وهل يمكن للعين، أي
عين أن تقتحم أسوار قوله تعالى:﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾
(الفلق:5).. الحق أقول لك: إن العين أضعفا شأنا، وصاحبها أهون أمرا من أن نلتفت