قال: لقد دعا جبريل لرسول الله a دعاء شاملا، فقال: (من كل شيء
يؤذيك)، وهذا يكفي.. فلا يضرك أن تعلم المصدر الذي يؤذيك أو لا تعلمه.
قلت: اضرب لي مثالا يوضح لي هذا.
قال: أرأيت لو اشتريت ما تسمونه بالمبيد، وكان في هذا
المبيد قدرات هائلة بحيث تقتل جميع أنواع الحشرات، ثم جهلت أنت بعض هذه الأنواع..
أفترى المبيد فاتكا بها، أم أنه لا يفتك بها حتى تعرف ذلك النوع؟
قلت: لا يحتاج المبيد مني إلى معرفة ذلك.
قال: فهكذا فعل جبريل u مع رسول الله a.
قلت: ولكنه جبريل.. وما أدراك ما جبريل؟
قال: فإن لم تقتدوا بجبريل u، فبمن تقتدون؟.. أبإبليس؟
قلت: من الأمور التي نصوا
عليها من باب الوقاية من شر العين، ستر محاسن من يخاف عليه من العين.
قال: فبم استدلوا على ذلك؟
قلت: هذا أمر يكاد يكون
متفقا عليه، فقد روي أن عثمان رأى صبيا مليحا، فقال: (دسموا نونته[1]، لئلا تصيبه العين)[2]
وقد قال الشاعر:
ما
كان أحوج ذا الكمال إلى عيب يوقيـه مـن العين
ونتيجة لهذا، نص كل من تكلم
في هذا الباب على هذا النوع من الوقاية، وقد قال محمد
[1] أى: سَوِّدُوا نونته،
والنونة: النُّقرة التى تكون فى ذقن الصبىِّ الصغير.