قال: الرضى عن الله، فرحا بما قدر، وسرورا بما أنزل، وهي
نتيجة للمعرفة، وثمرة للمحبة.
قلت: والثالثة؟
قال: السكون لمقادير الله، وعدم الاعتراض عليه.
قلت: فهل لهذه الأدوية قاعات خاصة بها.
قال: أجل.. فلكل منزلته لا يعدوها، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ
مَقَامٌ مَعْلُومٌ﴾ (الصافات:164)، فكل ما في هذه العوالم لا يجاوز مقامه
ولا يحيد عنه، فلذلك لا ترى إلا السلام.
حب
الله:
دخلت قاعة تكاد تميد بالأشواق.. وقد علقت عليها لافتة كتب
عليها بحروف من نور قوله تعالى:﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ (المائدة:54)،
فأحسست بقلبي يمتلئ بشوق عظيم ومحبة متدفقة، وكأن أعضائي جميعا قلوبا تخفق.. سمعت
صوتا في أرجاء القاعة يقول: (هنا إكسير الهموم، من ذاقه لم تحل بواديه المصائب،
ولم تنزل بساحته الأحزان)
قلت للمعلم: ما هذا الإكسير؟ وما هذه القاعة؟
قال: هذا إكسير الانشغال بحب الله والشوق إليه، وهو إكسير
يغيبك عن البرودة والحرارة، ويفنيك عن الصحة والسقم.. وهذا إكسير الأولياء، فلذلك
استغنوا عن الراقي والطبيب.
سمعت أصواتا تتزاحم على بصيرتي، فقلت للمعلم: ما هذه
الأصوات؟