responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 43

ولم يفهم.. ألم تسمع قوله تعالى:﴿ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ (القيامة:16)؟

قلت: بلى.

قال: فقد أمره بالسكون ليحصل له العلم.

استرخيت.. وسكنت سكونا هادئا أشبه بالنوم، فسمعت أصواتا مختلفة[1]، منها الحانية، ومنها الشديدة تتردد في جوانب القاعة تمتلئ بها بصيرتي.

قال الأول: ما أصابك لم يكن ليخطِئَك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

قلت: بلى.. هذا صحيح، فقد قال تعالى:﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ (الحديد:22)

ويعقب على ذلك بأثر هذه المعرفة في النفس الإنسانية بقوله تعالى:﴿ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ (الحديد:23)

ويقول تعالى في آية أخرى:﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (التغابن:11) فالعوض الإلهي في هذه الآية عن النقص الذي جلبته المصيبة هو الهداية المرتبطة بقلب الإنسان، وهي الهداية الحقيقية التي تجر إلى المعرفة التي لا يشوبها الجهل، وإلى العلم الذي لا يختلط مع الأهواء.

ويعلمنا في آية أخرى ما ينبغي أن نقوله، ثم النتيجة التي جعلها الله لمن يفعل ذلك، فقال تعالى:﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ (البقرة:156)

والفضل الإلهي النازل على هؤلاء هو ما عبر عنه تعالى بقوله:﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ (البقرة:157)

قال المعلم: فإذا استقر في النفس الإيمان بقضاء الله وقدره، وأن الذي أصابه لا بد أن


[1] اقتبسنا أكثر هذه المعاني من الكتب المرتبطة بهذا الجانب، مثل حكم ابن عطاء الله والإحياء وكليات رسائل النور، وغيرها من المراجع، وقد لخصناها بهذا الأسلوب لتسهل الاستفادة منها.

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست