responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 53

والتطهير، والمعاينة، والثواب.

نعمة التمييز:

قلت: فما نعمة التمييز؟

قال: هي ما أشار إليه قوله تعالى:﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ[1]اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ (آل عمران:142)، وقوله تعالى:﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ (التوبة:16)

قلت: فما وجه الإشارة إلى هذه النعمة؟

قال: الله تعالى يبتلي خلقه بأصناف البلاء ليميز المحق من المبطل، والطيب من الخبيث.

قلت: فما سر ذلك؟

قال: الله تعالى بحكمته جعل هذه الدار محلا لاختبار عباده، لينزل كل واحد منهم ـ في النشأة الآخرة ـ المحل الذي ينسجم مع طبيعته، وتبرزه أهليته، فلذلك كانت هذه الدار هي دار التمييز التي يتميز فيها المحسن من المفسد، والراضي من الساخط[2].

قلت: ولكن الله يعلم بأحوال عباده محسنهم ومسيئهم، وراضيهم وساخطهم.


[1] هذه التعبيرات وأشباهها في القرآن الكريم لا تعني عدم علم الله بالشيء قبل حصوله، وإنما تعني تحققه الواقعي، ويشبه هذا ـ كما يذكر الشيرازي ـ علم المهندس بكل تفاصيل البناء عند وضعه التصميم. ثم يتحول التصميم الى بـنـاء عـملي. والمهندس يقول حين ينفذ تصميمه على الارض: اريد ان ارى عمليا ما كان في علمي نـظـريـا.. وقد فصلنا الحديث عن هذه الشبهة في رسالة:(أسرار الأقدار)

[2] وهذا كما ينص عليه قوله تعالى:) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ (لأنفال:37)

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست