والمرض، وجعل قوانين
لكل ذلك، فمن قاوم الداء بالدواء ظفر بالعافية، وفاز بالصحة، وكان عبدا لله في
ذلك، فالله ما خلق العافية إلا لنتناولها.
ومن قصر في الأسباب
وقعد عنها، وطلب من الله أن يناوله إياها من غير أن يكلف نفسه عنتا مخطئ في طلبه،
ومسيء أدبه مع ربه.
قام الرجل، وقبل رأس
الشيخ، ثم سار معه.
***
قلت للمعلم: من هذا
الشيخ.. فإني أراه بقوة الخلفاء، وحزم الأمراء، وحلم العلماء.
قال: ألا تعرفه؟..
إنه مدير مخابر مدائن السلام.
قلت: أهذا هو
المدير؟.. كم كنت أود أن أراه؟.. لكن ما الذي أخرجه من مكتبه الدافئ إلى هذا
القسم؟
قال: ومن قال لك بأن
له مكتبا دافئا؟
قلت: أمكتبه بارد؟..
أليس لديه مكيفات؟
قال: لا.. ليس له
مكتب أصلا.. إن عمله هو التجول في أركان أقسام المخابر.. ومعاينة الأطباء والمرضى،
وإسداء النصح للجميع.
قلت: فمن ولاه
مديرا؟
قال: علمه وخبرته
وإيمانه وسلوكه، وقبل ذلك وبعده سلامه.. فلا يمكن لأحد أن ينال مثل هذه الوظيفة
الخطيرة من دون أن يتخرج من جامعة السلام بعد أن يمر على جميع مراحل تعليم السلام.
قلت: ألم ينتخب؟
قال: لقد قلت لك بأن
انتخابه تم من طرف سلوكه وعلمه خبرته.