ـ مع ذلك ـ في غاية الفرح والسرور، فهرعت إليه، وقبلت رأسه، وقلت: لا شك أنك أحد أولئك الذين رأيتهم في (ابتسامة الأنين) يبتسمون للبلاء.
قال: ولم يبتسمون له؟
قلت: رضى بما قدر الله.
قال: نعم الرجال هم.. ولكني لا أزعم لنفسي هذا.
قلت: فكيف تبتسم مع أن الحمى تلتهم أعضاءك وتمتص دماء الحياة من جسدك؟
قال: أنا فرح لأني لا أزال احتفظ بالقوة الحيوية التي تحميني من العلل.
قلت: سمعت بها.. ولكن دعني منها.. وحدثني عن سبب الحمى التي اعترتك لعل أنواعا من السموم تخترق جسدك.. هيا بنا إلى الطبيب لعلاجها.
قال: أنا طبيب.. وقد حقنت نفسي بدواء أثار في هذه الحمى.
قلت: ولم حقنت نفسك به؟.. ألعلة أصابتك؟
قال: لا.. أنا بحمد الله سليم معافى.. ولكني فعلت ذلك لأرى تأثيره في.. وأرى نوع الأمراض التي يعالجها.
قلت: ما تقول ـ يا رجل ـ أأنت في وعيك، أم أن تأثير الحمى قد امتد إلى مداركك، فجعلك تهرف بما لا تعرف!؟
قال: لا.. ما كان لي أن أجلس في هذا المستشفى ثم أهرف ما لا أعرف.
قلت: من أنت.. فإني أرى لك حديثا عجبا.
قال: أنا من الحكماء الذين يطلق عليهم (الحكماء السبعة)
قلت: ما أغرب هؤلاء الحكماء.. ماذا وجدت.. لقد وجد أصحابك المغناطيس والإبرة واليد والقدم.. فماذا وجدت أنت؟
قال: وجدت أربعة أركان للعلاج..