قال: كلهم يتفقون
على هذا.. وهو يخالف تجزئة قومك للإنسان.. ولهذا يعتقد صاحبي.. بل كل أصحابي.. بل
كل الحكماء أنه توجد في الجسم قوة، سماها هانمان (VITAL FORCE) أي
القوة الحيوية، وأنها هي التي تقف وراء عمل الأعضاء بالشكل الصحيح أي الصحي.. فإذا
ما حصل اختلال في الوضع الطبيعي لهذه القوة ظهرت أعراض المرض على الإنسان.. وقد
استدل على ذلك برد فعل الجسم على شكل الحمى عندما يصاب ببرد.
قلت: أكان صاحبك
مسلما؟
قال: لا.. للأسف..
ولو أنه وجد من يعرفه بالإسلام تعريفا صحيحا جميلا لكان أسلم.
قلت: أتدري.. لقد
نطق بما نطق به رسول الله a، فقد قال:(مثل المؤمنين
في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد
بالسهر والحمى)[1].. فقد استدل a لوحدة الجسد
بالحمى.
قال: وقد أشار إلى
هذه القوة قوله a في الحديث الآخر:(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت
صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)[2]، فقد اعتبر a صلاح الجسد
وفساده رهنا لصحة القلب.
قلت: فكيف تعرف على
هذه القوة؟
قال: إننا جميعا نحس
بهذه القوة الحيوية في حياتنا اليومية عندما نستطيع أن نتأقلم مع الظروف المتغيرة،
سواء كانت تغييراً في الطقس أو عند السفر أو تغييرا في الطعام، أو عند الحزن
الشديد أو المرض.. فنحن نلاحظ في جميع هذه الأحوال قوة ومرونة وقابلية على التأقلم
على هذه الظروف المستجدة.