قلت: فما اليوغا؟
قال: هي الوحدة[1].. ويمكنك أن تسميها التكامل.
قلت: لم أقصد ترجمة الكلمة، وإنما قصدت معناها.
قال: الوحدة بمعناها الشامل.. والذي يبدأ بربط الإنسان بالوجود، وينتهي بربط الإنسان بعضه بعض.
قلت: كيف يتوحد الإنسان بالوجود؟
قال: ألم تسمع قوله a عن أحد:(هذا جبل يحبنا ونحبه)[2]
قلت: بلى.. ففيهما إثبات حياة الكائنات.
قال: لا.. ليس ذلك فقط.. بل فيه توحدها، وتوحد مشاعرها.
قلت: أنا أعرف هذا.. فقد أخبر الله تعالى بقنوت كل شيء له وسجوده بين يديه.
قال: فهذا هو التوحد الكوني.
قلت: فما الحاجة إليه؟
قال: لأن التشتت يجعلك فردا شاذا في الكون.. وهو ما يجعل كل شيء يحاول طردك كما يطرد جسمك الأشياء الغريبة عنه.
قلت: إنك تصور لي الكون، وكأنه جسم واحد.. وله روح واحدة.
قال: ذلك صحيح.. فالكون كالجسم فيه الأجهزة المختلفة.. ولكنه في الحقيقة ليس إلا ذاتا واحدة.
قلت: فما التوحد الشخصي؟
قال: هو توحد الروح والجسد.. أو هو توحد العقل والجسم.
[1] اليوغا كلمة مأخوذة من اللغة السنسكريتية الشرقية القديمة، وتعني التكامل أو الوحدة.
[2] البخاري ومسلم:.