قلت: لا حرج عليك.. ولكن لا تنس إن عدت إلى شربه قوله تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا
إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ (لأعراف:31)، فإن الإسراف أصل من أصول العلل.
اقتربت من المجموعة السابعة، فسألتهم عن التدريب الذي يعانونه، فقال
أحدهم: نحن نتدرب على أكل الفواكه المناسبة المرتبطة ببيئتنا.
قلت: أليست كل الفواكه فواكه الأرض.. وقد خلقها الله لنا؟
قال: ذلك صحيح.. ولكن الله تعالى بحكمته جعل في كل أرض ما يتناسب مع
طبائع أهلها.. ومن مخالفة الفطرة أن نأكل ما لا يتناسب مع ما خلقه الله لنا.
قلت: فهلا ضربت لي مثلا على هذا يطمئن له قلبي وينشرح له صدري.
قال: لو أن رجلا استضافك وقدم لك طعاما.. ولم يقدم لك غيره.. أكنت
تشترط عليه أن يقدم لك ما تشاء من الطعام؟
قلت: لا.. فليس ذلك
من الأدب.. وقد ذكرتني بأبي وائل، فقد قال: مضيت مع صاحب لي نزور سلمان فقدم إلينا
خبز شعير وملحاً جريشاً، فقال صاحبـي: لو كان في هذا الملح سعتر كان أطيب، فخرج
سلمان فرهن مطهرته وأخذ سعتراً، فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد لله الذي قنعنا بما
رزقنا. فقال سلمان: لو قنعت بما رزقت لم تكن مطهرتي مرهونة.
قال: هذا ليس خاصا
بالأدب مع الله فقط، بل له علاقة بالصحة، وله فوق ذلك علاقة بالمدنية والحضارة.
قلت: ما علاقة
هذا بالمدنية والحضارة؟
قال: ستعرف ذلك
عندما ترحل للبحث عن مفاتيح المدائن.. وسترى أنه لن تقوم لكم قائمة حتى تأكلوا من
ثمر أشجاركم وحصاد زرعكم.
النظام الشامل:
قلت: لقد
أنهيتم ـ أنتم ـ جميع المراحل المرتبطة بالماكروبيوتيك، فما ترون؟.. هل هو