responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أكوان الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 106

ذوقية، وكل ما يكون ذوقيا، لا يستقيم وصفه بالقول، كحلاوة الحلو، ومرارة المر، لا تعرف إلا بالذوق)[1]

والسر الذي تنفتح به كوة التعرف على تسبيح الكائنات وعبوديتها هو الطهارة، فالعين المكتحلة بإثمد الخطيئة لا تستطيع رؤية أنوار الإيمان الساطعة، والقلب المغلف بأوزار المعاصي لا يبصر حقائق نفسه، ولا حقائق الكون.

ولهذا يشترط الربانيون الطهارة ـ بمعناها الشامل ـ للتحقق بمثل هذه المنازل، قال المناوي:( وذلك لأن الأرواح ذات طهارة ونزاهة ولها سمع وبصر وبصرها متصل ببصر العين، ولها سطوع في الجو تجول وتحول، ثم تصعد إلى مقامها الذي منه بدأت فإذا تخلصت من شغل النفس أدركت من أمر الله ما يعجز عنه البشر فهماً، ولولا شغلها رأت العجائب. لكنها تدنست بما تلبست فتوسخت بما تقمصت من ثياب اللذات وتكدرت بما تشربت من كأس حب الخطيئات)

وهذا التحقق يكون بالسير إلى الله، وقد قال الغزالي لتلميذه المحب:( بالله إن تسر تر العجائب في كل منزل)

انطلاقا من هذا اتفق الربانيون من هذه الأمة على أن في طاقة الإنسان أن يسمع تسبيح الكائنات، بل في طاقته أن يرى سجودها وقنوتها إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع.

وأخطر الموانع هي الغفلة، فقد قال بعضهم:( لولا ما غمي عليكم من


[1] رسالة أيها الولد المحب، الغزالي.

نام کتاب : أكوان الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست