ومن
هذا الباب ما رواه الدينوري في
(المجالسة): أن قومًا كانوا في سفر، فكان فيهم رجل يمرُّ الطائرُ فيقول: تدرون ما
تقول هذه؟ فيقولون: لا، قال: فأتينا على قوم فيهم ظعينة على جمل لها وهو يرغو
ويحنو عنقه إليها، قال: أتدرون ما يقول هذا البعير؟ قلنا: لا. قال: فإنه يلعن
راكبته ويزعم أنها رحلته على مِخْيَط فهو مؤثر في سنامه. قال: فانتهينا إليهم
فقلنا: يا هؤلاء إن صاحبنا هذا يزعم أن هذا البعير يلعن راكبته، ويزعم أنها رحلته على
مخيط وأنه في سنامه، قال: فأناخوا البعير، فحطوا عنه، فإذا هو كما قال)
ولهذا
كان الصالحون يستشعرون خطر الإساءة للحيوان من هذا الجانب، وقد روي عن بعضهم أنه
قال لبعير له عند الموت: (يا أيها البعير لا تخاصمني عند ربك، فإني لم أكن أحملك
فوق طاقتك)
وعن
عبد الله بن جعفر قال: أردفني رسول الله a لى خلفه ذات يوم..فدخل حائطا
لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل فلما رأى النبي a حنّ وذرفت عيناه، فأتاه رسول
الله a فمسح ذفراه فسكت، فقال: (من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟) فجاء فتى
من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال: (أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي
ملكك الله إياها، فإنه شكى إليّ أنك تجيعه وتدئبه)[1]