تفاصيل
دقيقة كتلك التفاصيل التي يتحدث فيها الفقهاء عن دقائق الفقه، ما يقع منها وما لا
يقع.. ولم يقل أحد من الناس أن كلام الفقهاء في هذا قصور عن درجة السلف.
ولكن
العارفين مع هذا ينبهون السالكين إلى عدم الوقوف مع أي حال، وهم يرددون لهم في كل
حين قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ المُنْتَهَى﴾ {النَّجم:42}
* * *
قد
يقال بعد هذا: فما الذي يميز العارفين؟
ولماذا
لا يستوون مع سائر المؤمنين في النظر إلى الكون؟
ولماذا
تمتلئ الكتب بهذه المعاني الواضحة الصحيحة؟
والجواب
عن ذلك: أن هذا العلم يتحول عند العارفين إلى معرفة، فالعالم يدرك الشيء، والعارف
يذوقه ويعايشه.
وعندما
يعيش العارف أو السالك هذه المشاعر النبيلة، فإن وديان البلاغة تفيض من لسانه
لتعبر عن تلك المشاعر..وهذا سر تلك الكنوز العظيمة التي خلفها أولياء الله.
2 ـ البقاء:
بعد
أن يخلع العارف لباس الكون المعدوم، والذي كان حجابه الحائل بينه وبين عبادة ربه
ومعرفته، يعود إلى الكون المنتسب إلى الله، والدال على الله، والمعرف بالله.