الأسود
الذي يصدر أصواتا صاخبة ويرفرف بجناحيه داخل عشّه، ويبدوا الأمر مخيفا داخل العشّ
المظلم وسرعان ما يلوذ العدوّ بالفرار أمام هذه الضّوضاء والحركة.
والظّاهرة
الملحوظة لدى الطّيور التي تعيش على شكل تجمّعات هي العناية التي يوليها الكبار
للصّغار وحرصهم على حمايتها وخصوصا من خطر طيور النّورس إذ ينطلق فرد أو اثنان
بالغان ويحومان حول مكان تجمّع الأسراب لترهيب النّوارس وإبعادها عن الصّغار.
ومهمّة
الحماية هذه يتمّ تنفيذها بالتّناوب بين الطّيور البالغة وكلّ من ينهي مهمّته يذهب
إلى مكان آخر بعيد تتوفّر فيه المياه للصّيد والتّغذية وجمع الطّاقة للعودة مرّة
أخرى.
وتتميّز
الوُعول بروح التّضحية من أجل صغارها خصوصا عندما تشعر بخطر يداهم صغيرها، فهي
تقوم بحركة غاية في الغرابة إذ تلقي بنفسها أمام هذا الحيوان المفترس لتلهيه عن
افتراس ولدها الصغير.
وهذا
الأسلوب يمكن ملاحظته في سلوك العديد من الحيوانات مثل أنثى النّمر التي تجتهد في
القيام بما في وسعها حتّى تصرف انتباه الأعداء المتربّصين بصغارها.
أمّا
الرّاكون فأوّل ما يفعله عند إحساسه بالخطر الدّاهم هو أن يأخذ صغاره إلى قمّة
أقرب شجرة، ثمّ يسرع نازلا إلى الحيوانات المفترسة ويكون وجها لوجه