responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 126

الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة)[1]

ألا يدل هذا الحديث على أن الملك الموكل بالرحم عالم بمستقبل العبد وهو لا يزال جنينا في رحم أمه؟

والجواب عن هذا أن هذا الحديث قد يكون معارضا بقوله تعالى:﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ﴾ (الأنعام: 59)، فقد بين a هذه المفاتح التي استأثر الله بعلمها، فقال في الحديث الصحيح:( مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا اللّه، ثم قرأ:﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (لقمان:34) [2]

فالآية والحديث الذي فسرها صريح بأن هذه المقادير مما استأثر الله بعلمه.

أما الحديث، فيحمل ـ كما ذكرنا ـ على المقادير المفترضة، وهي المقادير التي تحتمل النسخ، ومما يدخل في قوله تعالى:﴿ يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ﴾ (الرعد: 39)

* * *

قد يقال بعد هذا: فما سر هذا المقادير المحتملة، وما الغاية منها؟

والجواب عن ذلك، والله أعلم، أن هذا النوع من المقادير بمثابة الأسئلة التي يمحن فيها العبد، وإجابات العبد عليها هي التي تحدد تصنيفه، فقد يمتحن في مواضع تستوجب الذكر، فإن لم ينجح فيها كتب غافلا، واستوجب الجزاء المتعلق بهم، فإن عاد وذكر محي تصنيفه من الغافلين ووضع في الذاكرين، ونال جزاءهم، ولعل هذا هو المحو من صنف الأشقياء والإثبات في سجل السعداء.

ولعل هذا ما يدل عليه قوله a في فضل الاستغفار وتأثيره في محو قدر الغفلة:( من


[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] رواه البخاري.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست