responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 129

سعادته، وسبب محو شقاوته.

ويدل على هذا إخبار الله تعالى عن دعاء الملائكة للمؤمنين، ولو علموا مصيرهم النهائي ما تجرأوا على أن ينازعوا الله في أقداره، يقول تعالى:﴿ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ (الشورى:5)، ويقول تعالى:﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ (غافر:7)

فلو علم الملائكة المصير النهائي لهؤلاء ما دعوا لهم هذه الأدعية الدالة على الشفقة الشديدة، ولكان حالهم في ذلك حال نوح u عندما قال لربه تعالى:﴿ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ﴾ (هود: 45)

فنهي عن مثل هذا السؤال لأنه جاء بعد القرار النهائي لله تعالى بموته كافرا، قال تعالى:﴿ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ (هود: 46)

واستجاب نوح u لعتاب ربه، واستغفره من سؤاله ما ليس له به علم، قال تعالى:﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (هود:47)

* * *

انطلاقا من كل هذا، فالكتابة القدرية هي السؤال، والكتابة التشريعية هي القانون الذي يحدد طريقة الإجابة، واحتمالات إجابة العبد هي التي تجعله موضوعا في التصنيفات المختلفة، وتنفيذ العبد هو الإجابة التي تحدد تصنيفه النهائي أو الوقتي.

ولذلك، فإنا نرى أن هذه المقادير المحتملة كما تتضمن الامتحانات المختلفة التي

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست