وهكذا سائر
المعجزات التي هي توقيعات ربانية تخبر البشر بأن الله تعالى هو الذي أرسل لهم من
يملؤهم بالهداية.
والله تعالى برحمته
جعل الرسل في منتهى العفاف والزهد والكمال حتى يملأ البشر محبة لهم ورغبة فيهم
وعلما بصدقهم وإخلاصهم، قال تعالى:﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ
أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً﴾
(الفرقان:57)، وقال على ألسنة رسله:﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ
أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الشعراء:109)
والله تعالى برجمته
وعدله لا يحاسب عباده إلا بعد أن يأتيهم هؤلاء الرسل، قال تعالى:﴿ مَنِ
اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ
عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى
نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ (الاسراء:15)
وهو برحمته وعدله
جعل في البشر خلفاء للرسل يحفظون هديهم.. ولا يخلو منهم زمان.. لتقوم بهم الحجة
على عباده، قال تعالى:﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ
اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ
مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ
الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ (فاطر:32)
وقال رسول الله a:( لا نزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم
حتى يأتي أمر الله)[1]
وقال رسول الله a:( لن تخلو الارض من ثلاثين مثل ابراهيم خليل الرحمن، بهم
تغاثون، وبهم ترزقون، وبهم تمطرون)[2]