البخاري شيئا، ولا
خرَّج له مسلم في اصول الدين إلا من روايته عن ثابت. قال الحاكم في المدخل:( ما
خرج مسلم لحماد إلا من حديثه عن ثابت)
أما السندان الثاني
والثالث، ففي سند الرواية الثانية معمر عن ثابت عن أنس عوضاً عن حماد عن ثابت.
والرواية الثالثة
جاءت بالسند الآتي فقد أخرج البزار والطبراني والبيهقي من طريق إبراهيم بن سعد عن
الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص أن أعرابياً قال لرسول الله a: أين أبي؟ قال: في النار قال: فأين أبوك؟ قال: حيث ما مررت
بقبر كافر فبشره بالنار.
ويُلاحظ أن السند
الأول ذكر فيه حماد عن ثابت، والسند الثاني ذكر فيه معمر عن ثابت، ومن المعروف أن
معمرا أثبت من حماد بدليل أن حماداً تُكلِّم في حفظه كما سلف، ولم يتكلم أحد في
معمر.
قال السيوطي في نفس
المرجع المذكور:( وأما معمر، فلم يتكلم في حفظه ولا اسْتُنكر شيءٌ من حديثه، واتفق
على التخريج له الشيخان، فكان لفظه أثبت أي فتكون روايته أوثق وأثبت وأقرب الى
الصحة)
وأما سند الرواية
الثالثه فقد قال السيوطي في نفس المرجع:( وهذا إسناد على شرط الشيخين فتعين المصير
اليه والاعتماد على هذا اللفظ وتقديمه على غيره)
القول
الثاني:
وأما القول الثاني في
المسألة، فهو عكس القول الأول، وهو أنهم في الجنة، وقد ذهب إلى هذا القول الكثير
من العلماء، ودلت عليه بعض النصوص، ومنها ما روي في الحديث أن رسول اللهa قال يحكي رؤيا رآها:( فأتينا على روضة معتمة فيها من كل لون الربيع
وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا وإذا حول الرجل من أكثر
ولدان رأيتهم