معتبرة كانت أو
غير معتبرة، فسنتحدث في هذا المبحث عن ثلاثة أنواع من الوسائط، نرى أنها تجمع كل
ما ذكر فيها، وهي:
1. وسائط القدرة،
ونعني بها الوسائط المرتبطة بأسماء الله الحسنى.
2.وسائط الحكمة،
ونعني بها شموس الهداية والرحمة التي جعلها الله لخلقه، لتكون واسطة لهدايته
ورحمته.
3. الوسائط
التقديرية، ونعني بها ما ستر الله به قدرته من أنواع الأسباب.
1 ـ وسائط القدرة:
ما مصدر هذه
المقادير الكثيرة المختلفة المتناقضة؟
وهل يمكن أن يصدر
كل هذا الكم المترتب على بعضه أو المتناقض مع بعضه من إله واحد؟
ألا يحتاج الله تعالى
إلى الوسطاء الذين يطبقون أوامره في خلقه، ويسيرون مقاديره في كونه؟
هذه أسئلة أجاب
عنها العقل المجرد إجابات مختلفة متناقضة متهافتة، فذكر الوسطاء الكثيرين لله من
العقول والأفلاك.
وأجابت عنها
الأديان المحرفة التي اتخذت من أحبارها ورهباناها أربابا من دون الله يسلمونها
صكوك الغفران، ويدخلونها الجنة أو النار، فذكرت من الوسطاء من يزاحم الله في
وحدانيته، بل جعلت من الوسطاء أبناء لله، وأقانيم مع الله.
وأجاب عنها العامة
والجهال بالتهرب من كل قشة مخافة أن تكون وسيط عذاب، والتمسح بكل صخرة رجاء أن
تكون وسيط رحمة.