أن يصلوا بها إلى
ثواب الله) [1] فسمى الله تعالى ذلك أسبابا، لأنها كانت يتوصل بها
إلى مسبباتها.
وقد ذكر ابن القيم
الكثير من الأدلة على صحة هذا القول، حتى أنه قال:( ولو تتبعنا ما يفيد إثبات
الأسباب من القرآن والسنة لزاد على عشرة آلاف موضع، ولم نقل ذلك مبالغةن بل حقيقة) [2]
ولا بأس من إيراد
بعض مجامع ما ذكره من أدلة هنا[3]:
فمنها أن الله
تعالى جعل مصالح العباد في معاشهم ومعادهم والثواب والعقاب والحدود والكفارات
والأوامر والنواهي والحل والحرمة مرتبطا بالأسباب، قائما بها، بل العبد نفسه
وصفاته وأفعاله سبب لما يصدر عنه، بل الموجودات كلها أسباب ومسببات، والشرع كله
أسباب ومسببات، والمقادير أسباب ومسببات،والقدر جار عليها متصرف فيها، فالأسباب
محل الشرع والقدر.