ولهذا يقترن في
القرآن الكريم ثبوت الملكية لله بالإحياء والإماتة وبالقدرة المطلقة، كما قال تعالى:﴿ لَهُ
مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ﴾ (الحديد:2)
وقد ورد في بعض صيغ
الذكر الذي انطلقنا منه في بيان أسرار الحكمة في المقادير قوله a:( من قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله،
والله أكبر والحمد لله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، كتب الله عز وجل
له ألف ألف حسنة) [1]ففيه اقتران الثلاثة مع بعضها.
ويقترن ملك الله
للأشياء كذلك بمشيئته المطلقة للمغفرة والتعذيب، كما قال تعالى:﴿ وَلِلَّهِ
مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ
يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ (الفتح:14)، وقال
تعالى:﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (المائدة:40)، فهذه التصرفات إنما تستغرب وتستقبح إن
كانت في ملك الغير.
ومثل ذلك ارتباط الملك
بطلاقة المشيئة في توزيع الهبات والأرزاق، كما قال تعالى:﴿ لِلَّهِ
مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ
إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ﴾ (الشورى:49)
ومثل ذلك ارتباط
ملكية الله للأشياء بتفرد الله تعالى بالولاية والنصرة، قال تعالى:﴿ أَلَمْ
تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ
دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾ (البقرة:107)، وقال
تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي
وَيُمِيتُ