responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 431

رابعا ـ القدرة

السر الرابع للحكمة، والذي تفهم به أسرار المقادير، ويجتمع شتاتها، وينحل ما يتوهم منها من تناقض هو إدراك قدرة الله المطلقة.. فالله خلق الخلق ليدرك الخلق قدرته التي تتجلى في كل شيء، ولا يعجزها شيء.

ولذلك كان أعرف الخلق بالله، أعظمهم معرفة بقدرته، وكان أجهل الخلق بالله أعظمهم جهلا بقدرته.

ولذلك كان أسعد الخلق بالله، وأفرحهم به، وأعظمهم أملا فيه هو من عرف قدرته التي لا تحدها الحدود، ولا يقف في وجهها شيء.

ولذلك كان أشقى الخلق، وأكثرهم حزنا، وأضيقهم صدرا، وأجزعهم عند كل مصيبة من حجبت عيبنا بصيرته عن قدرة الله.

والأمر في ذلك يشبه رجلين:

أما أحدهما.. فكان يلتجئ إلى قوي قادر حكيم طبيب كريم شجاع.. يشفيه من كل داء، ويخلصه من كل عدو، ويغنيه من كل فاقة، ويسد له كل حاجة.

وأما الثاني.. فلم يكن له من يلتجئ إليه، فكان يقف أمام كل عقبة، حزينا يائسا محبطا ممتلئا هما وغما.

فأما الأول.. فذلك الذي يعرف الله.. ويعرف قدرة الله التي لا تحدها الحدود، ولا تقف في وجهها العقبات.

وأما الثاني.. فذلك الذي لا يعرف الله.. أو يعرفه، ولكنه يعرفه إلها عاجزا ممتلئا ضعفا، فلا يحل له معضلة، ولا يعينه في مصيبة.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست