ومن أغرب ما حدث في
هذا الشأن ما أعلنه الدكتور آرون سميث في المؤتمر الدولي لعلماء النفس المنعقد في
موسكو أوائل شهر أغسطس 1966 عن رجل أمريكي أزيل نصف مخه بعملية جراحية وما زال
يستطيع المشي والكلام والغناء بل والقيام بمسائل حسابية كما كان قبل الجراحة..
ومن عجائب رحمة
الله في جسم الإنسان ما أودع فيه من قدرة على التشكل لملائمة ظروف طارئة، فعندما
يشرف الحمل على غايته، تتدفق السوائل من مختلف الأجهزة إلى أنسجة المهبل لتصبح
أنسجته رخوة مطاطة، وتساعد بذلك على مرور الجنين، وتجعل نزوله ممكنا.
ومن عجائب رحمة
الله في جسم الإنسان جلده.. فالجسم يغلف بستار محكم بديع يحجب الأسرار التي تجري
بداخله، وهذا الستار هو الجلد، وهو من أدق وأروع الآيات المحكمات الدالة على جليل
صنع الخالق، فالجلد لا ينفذ منه الماء ولا الغازات، رغم مسامه التي تساعد على إخراج
الماء من داخل الجسم، فهو يخرج الماء ولا يسمح بدخوله.
والجلد معرض لهجمات
المكروبات والجراثيم التي تسبح في الجو، لذلك يسلح بإفرازات قادرة على قتل تلك
المكروبات، أما إذا تغلبت الجراثيم واجتازت منطقة الجلد، فهنا تبدأ عملية حربية
منظمة يعجز الإنسان عن إدراك عظمتها، حيث تدق الأجراس لتنبه أعضاء الجسم على دخول
عدوا لها، وما هذه الأجراس إلا الآلام التي يحسها الإنسان، لتسرع فرقة حراس
الحدود، وتضرب حصارا شديدا على عدوها المغير، فإما هزيمة وطردته خارج الجسم، وإما
اندحرت وماتت، فتتقدم فرقة أخرى من الصف الثاني،، فالثالث، وهكذا.