responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 498

إنه أوذي من أقرب الناس إليه حيث قال له:﴿ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً﴾ (مريم: 46)

ومع هذا البلاء العظيم الذي واجهه به قومه، وأقرب الناس إليه، أمره الله تعالى بذبح ابنه الوحيد، والذي لم يرزقه إلا بعد أن بلغ من الكبر عتيا، ولكنه لم يتلكأ، ولم يتردد، بل سارع ليخبر ابنه بذلك، وكان البلاء موجها لكليهما، ولنستمع إلى القرآن الكريم وهو يحكي عن هذه الرحمة التي صبت في قالب هذا الابتلاء، قال تعالى:﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ (الصافات:101 ـ 102)

لكن الله تعالى برحمته كما نجى إبراهيم u من الحرق بالنار، فجعلها بردا وسلاما، نجاه كذلك من هذا البلاء الذي لم يكن مقصده العذاب، وإنما مقصده الرحمة ورفعة الدرجة، قال تعالى:﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ (الصافات:105 ـ110)

فالله تعالى أخبر في هذه الآيات عن الجزاء العظيم الذي ناله إبراهيم u على نجاحه في ذلك البلاء، وهو لا يقتصر على الذبح العظيم فقط، بل تعداه إلى سلام الله عليه،وإلى ترك أثره في الآخرين بالثناء الحسن والذكرالجميل.

وأول الثناء عليه ثناء الله الذي بين وفاءه u، قال تعالى:﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾ (لنجم:37)،، وقال تعالى:﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ (البقرة:124)

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 498
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست