فكل بناء يحتاج إلى هذه
المستويات الثلاثة، فأي بناء يحتاج إلى ( مقدر يقدر ما لا بد له منه من الخشب
واللبن ومساحة الأرض وعدد الأبنية وطولها وعرضها، وهذا يتولاه المهندس فيرسمه
ويصوره، ثم يحتاج إلى بناء يتولى الأعمال التي عندها يحدث أصول الأبنية، ثم يحتاج
إلى مزين ينقش ظاهره ويزين صورته)[1]
وهذا في بناء الخلق
أما بناء الله، فهو يرجع إلى الله الواحد الأحد، فهو الخالق البارئ المصور، ولذلك
تظهر في جميع مخترعاته ومخلوقاته صفة الوحدة.
والقرآن الكريم يخبرنا،
بل يربي نفوسنا على أن لله تعالى الإرادة المطلقة في هذه المستويات الثلاثة:
أما مستوى الإرادة
المطلقة في الخلق، فالله تعالى يخبرنا بأنه يخلق من شاء ومتى شاء، قال تعالى:﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ
وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ (ابراهيم:19)، وقال تعالى:﴿ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ (فاطر:16)، وقال تعالى:﴿ إِنْ يَشَأْ
يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ
قَدِيراً ﴾ (النساء:133)
وعندما تعجب زكريا u من أن يكون له ولد بعد أن كبرت سنه، وكانت امرأته عاقرا رده الله
إلى مشيئته، قال تعالى:﴿ قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ
وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ (آل عمران:40)
وعندما تعجبت مريم ـ
عليها السلام ـ ردها الله إلى المشيئة، قال تعالى:﴿ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ
لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا
يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (آل عمران:47)
فخلق الله من خلال هذه
النصوص يرجع إلى مشيئة الله المتفردة، فليس هناك من