(الأنعام:119)
ومثل ذلك لفظ ( الأمر)، فقد يعبر به عن الإرادة التشريعية كقوله تعالى:﴿ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾ (البقرة: 27)، وقوله تعالى:﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ (البقرة: 67)، وقوله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ (النساء: 58)، وقوله تعالى:﴿ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ﴾ (المائدة: 117)
وقد يعبر به عن الإرادة القدرية، كقوله تعالى:﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً﴾ (الاسراء:16)
وقد كانت هذه الآية محل خلاف كبير بين المفسرين، بل استغلها بعض المبشرين للتشنيع على المسلمين بأن ربهم يأمر بالفساد، وهذا كله من سوء الفهم للآية.
ومثل ذلك ما ورد في السنة من بيان ما وضع الله من أسباب لإرادة الخير بالعبد، كما قال a:( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) [1]،
وقوله a:( من يرد الله به خيرا يصب منه) [2]
وقوله a:( ألا اعلمك كلمات؟ من يرد الله به خيرا يعلمهن اياه ثم لا ينسيه إياهن أبدا قل: اللهم انى ضعيف فقو في رضاك ضعفي وخذ إلى الخير بناصيتى، واجعل الاسلام منتهى رضاى، اللهم انى ضعيف فقونى، وانى ذليل فأعزني، وانى فقير فارزقني)[3]
[1] رواه البخاري ومسلم.
[2] رواه أحمد والبخاري.
[3] رواه الطبراني في الكبير والحاكم.