قال الخرائطي:
لقد ذكرتها النصوص المقدسة.. وأولها وأخطرها عدم مبالاة الله تعالى بمن أعرض عنه،
فالله الغني الكريم لا يضره جحود الجاحدين كما لا تنفعه طاعة الطائعين، قال تعالى
:﴿ وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ
تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ
بِآيَةٍ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ
الْجاهِلِينَ (35)﴾ (الأنعام)، وقال:﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ
عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ
اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ
مُعْرِضُونَ (23) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ
وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ
بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا
فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (25)﴾ (الأنفال)
وفي الحديث
أنه بينما كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم جالسا في
المسجد والنّاس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وذهب واحد، فوقفا على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فأمّا أحدهما فرأى
فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأمّا الآخر فجلس خلفهم، وأمّا الثّالث فأدبر ذاهبا.. فلمّا
فرغ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، قال: (ألا أخبركم عن النّفر
الثّلاثة؟ أمّا أحدهم فآوى إلى اللّه فآواه اللّه، وأمّا الآخر فاستحيا فاستحيا
اللّه منه، وأمّا الآخر فأعرض فأعرض اللّه عنه)[1]
الضلال:
قال رجل من
الحاضرين: فكيف يهتدي من أعرض الله عنه؟.. إنه لا شك سيقع في