قال الرجل:
فهل في القرآن ما يدل على أن الله هو الذي عاقب الجاحدين بالإضلال؟
قال
الخرائطي: أجل.. فقد أخبر الله تعالى عن موسى u،
فقال:﴿ وَقَالَ
مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى
أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا
الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ (يونس:88)
فهذا دعاء من
موسى u على فرعون وملئه بعد أن استنفذ كل الوسائل لدعوتهم،
وهو يشبه دعاء نوح u على قومه بعد ذلك
الجهد العظيم الذي بذله، كما قال تعالى على لسانه:﴿ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالاً ﴾
(نوح:24)، وقال تعالى:﴿ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً﴾
(نوح:28)
وأخبر الله
تعالى عن المنافقين ومواقفهم
من القرآن الكريم، فقال :﴿ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ
بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ
اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ﴾ (التوبة:127)
فهؤلاء
المنافقون لانصرافهم عن القرآن الكريم ونفورهم منه عاملهم الله تعالى على مقتضى
طبيعتهم، فصرف قلوبهم عن الحق، لأن التكليف يتطلب الطواعية والاختيار، فلذلك من
رغب عن الحق رغب الحق عنه، ومثل ذلك قوله تعالى:﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ
قُلُوبَهُمْ ﴾ (الصف:5)
الكذب:
قال رجل من
الحاضرين: وعينا أن الجحود يؤدي إلى الإعراض، والإعراض يؤدي إلى الضلال.. فإلى ما
يؤدي الضلال؟
قال
الخرائطي: يؤدي إلى الكذب والتكذيب.. فمن ضل عن الحق لا شك أنه سيكذب به.. ومن كذب
بالحق لاشك أنه سيكذب عليه.