قال الآجري:
ذكروا نفوسكم بالعواقب والآثار المترتبة على التكبر، فلعل هذا التذكير يحرك نفوسكم
من داخلها، ويحملها على أن تتوب، وتتدارك أمرها قبل ضياع العمر وفوات الأوان.
قال آخر: وعينا
هذا.. فهل من علاج غيره؟
قال الآجري:
عودوا المرضى، وشاهدوا المحتضرين وأهل البلاء، وشيعوا الجنائز وزوروا القبور، فلعل
ذلك يحرككم من داخلكم، ويعيدكم إلى الإخبات والتواضع.
قال آخر: وعينا
هذا.. فهل من علاج غيره؟
قال الآجري:
انسلخوا من صحبة المتكبرين، وصاحبوا بدلهم المتواضعين المخبتين، فربما تعكس هذه الصحبة
بمرور الأيام شعاعها عليكم، وقد كان من سنة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مجالسة ضعاف الناس وفقرائهم، وذوى العاهات منهم، بل ومؤاكلتهم ومشاربتهم.
قال آخر: وعينا
هذا.. فهل من علاج غيره؟
قال الآجري:
تفكروا في النفس، وفي الكون، وفي كل النعم التي تحيط به من أعلاه إلى أدناه، مَن
مصدر ذلك كله ومن ممسكه، وبأي شئ استحقه العباد، وكيف تكون حاله لو سلبت منه نعمة
واحدة فضلاً عن باقي النعم.. فإن ذلك التفكر سيحرك النفس لا محالة ويجعلها تشعر
بخطر ما هي فيه، إن لم تبادر بالتوبة والرجوع إلى ربها.
واستعينوا على
هذا التفكر بحضور مجالس العلم التي يقوم عليها علماء ثقات نابهون، لاسيما مجالس
التذكير والتزكية، فإن هذه المجالس لا تزال بالقلوب حتى ترق وتلين وتعود إليها
الحياة من جديد.