قال: من
المظاهر التي يظهر بها اللئيم الفحش.. فاللئيم لا تجدونه إلا فاحشا مقيتا.
قلنا: من
الفاحش المقيت؟
قال: هو ذو
الفحش والخنا من القول، الّذي يتكلّف سبّ النّاس ويتعمّده.. ويجعل ذلك وسيلته
للسيطرة عليهم.
قلنا: بئس
الرجل هو.
قال: ولذلك
وردت النصوص بتحذير المؤمنين منه، وببيان العقاب الذي أحله الله به لتملأ النفوس
رهبة من سلوك سبيله، ففي الحديث أن رجلا استأذن على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: (ائذنوا له، بئس أخو العشيرة)، فلمّا دخل ألان له الكلام. قلت:
يا رسول اللّه، قلت الّذي قلت ثمّ ألنت له الكلام. قال: (إنّ شرّ النّاس من تركه
النّاس اتّقاء فحشه)[1]
وروي أنّ
يهود أتوا النّبيّ a فقالوا:
السّام عليكم، فقالت عائشة: عليكم، ولعنكم اللّه، وغضب اللّه عليكم. قال: (مهلا يا
عائشة، عليك بالرّفق، وإيّاك والعنف والفحش) قالت: أو لم تسمع ما قالوا. قال: (أو
لم تسمعي ما قلت، رددت عليهم فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيّ)[2]
وروي أنه a قسم قسما، فقيل له: واللّه يا رسول اللّه لغير هؤلاء كان أحقّ به منهم،
قال: (إنّهم خيّروني أن يسألوني بالفحش أو يبخّلوني، فلست بباخل)[3]
وفي حديث آخر
قالa: (الظّلم ظلمات يوم القيامة، وإيّاكم والفحش، فإنّ
اللّه لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش، وإيّاكم والشّحّ، فإنّ الشّحّ أهلك من كان
قبلكم، أمرهم بالقطيعة