الفرح بالريح من
أنواع الفرح المذموم في القرآن الكريم، فلماذا ذم ؟
أليست الريح نعمة
من النعم العظمى التي يتوقف عليها استمرار الحياة على هذه الأرض؟ وهي بالتالي
كالشمس والقمر والماء وكل هذا الكون الكبير الذي يفتقر الإنسان إليه في كل لحظة
كما تفتقر كل أصناف الأحياء؟
أليس هذا الغلاف
الغازي الذي يحيط بالأرض والذي تتشكل من حركته الرياح هو الغلاف الغازي الوحيد
الذي تتأقلم معه حياة الإنسان على هذه الأرض؟
أليس هو الذي يلقح
السحاب فيمطر، ويلقح النبات فيثمر، ويحرك السفن في البحر، ويحرك طواحن الهواء،
ويشكل نوعا من أنواع الطاقة التي يستظل بخدماتها الإنسان؟
إن كل ذلك حقائق
علمية واقعية لا يجادل فيها، ولم يرد القرآن بنفيها، بل ورد فيه ما يؤكدها، ولكن
يؤكدها بغير الأسلوب الذي تعوده الناس في دراستهم للمظاهر الطبيعية، حيث يجعلون
الظاهرة ذاتا قائمة بنفسها تحركها الطبيعة العمياء كيف تشاء، ويجعلون منها كذلك
ذاتا عمياء لا تبصر ولا تسمع ولا تعقل ما تعمل، وليس لها وظيفة أو رسالة تؤديها،
هي كالمجنون الذي توضع في يده قنبلة ليرميها متى يشاء وهو يضحك ويلهو.
وهذا التصور
للريح، والمشاعر الناشئة عنه هو الذي ورد ذمها في القرآن