لا تفرح إن رزقت
قوة ومنعة، فهابك الأعداء، وجثا بين يديك الأصدقاء.
لا تفرح، فالفرح
بالقوة والمنعة والتسلط هو أحد أنواع الفرح المذموم في القرآن الكريم، كما تشير
إلى ذلك النصوص الكثيرة تصريحا وإيماء.
لماذا؟
أليست القوة هي
التي تحمي المستضعفين، وتنشر الأمن، وتبني الحضارة، وتعمر الأرض؟
أليس البقاء
للأقوى قاعدة من القواعد التي يفسر بها التاريخ كما تفسر بها الطبيعة والأشياء؟
لكن الفرح بالقوة
غير القوة، كما أن الاستمتاع بالتفرج على المباريات الرياضية غير ممارسة الرياضة،
وذم الفرح بالقوة لا يعني ذما للقوة، بل يعني ذما لجانب من جوانبها وأثر من
آثارها.
أثر قد ينشأ عنه
الظلم والاستعمار واستغلال الخلق وتسخيرهم واستعبادهم، وقد ألغي الاستعباد في جميع
قوانين العالم، ولكن لا يزال الخلق إلى الآن عبيدا تحت سلطة ما يسمى بالقوى
العظمى، القوى التي تأمر بما تشاء وتنهى عما تشاء، وتكيل بكل المكاييل، ثم تطلب من
المستضعفين أن يمجدوها ويحترموها ويسبحوا بحمدها لسبب وحيد هو أنها قوة عظمى.
والحروب العالمية
لا تعدو كونها غليانا لنار القوة، ونشوة الفرح بها في