الفرح بالعقل فرح
متطور عما قبله، لأنه يكون في فترة النضج للأفراد أو للأمم، بخلاف الفرح بالهيئة
أو القوة فإنه يكون في فترة الطيش والمراهقة.
والقرآن الكريم يعبر
بالعقل عن القوة المتهيئة لقبول العلم، أو للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة،
ومن ذلك قول الإمام علي :
رأيت
العقل عقلين
فمطبوع
ومسموع
ولا
ينفع مسموع
إذا
لم يك مطبوع
كما
لا ينفع الشمس
وضوء
العين ممنوع
وهو الميزة التي ميز الله بها الإنسان
عن كثير من خلقه، ولهذا مجده الإنسان شعرا ونثرا، يقول المتنبي:
لولا العقولُ لكان أدنى ضيعُمٍ
أدنى إِلى شرفٍ من الإِنسانِ
ولكن البشر مع ذلك التمجيد المعنوي للعقل
لم يعطوه حقه من التقدير المادي الواقعي، وكأن الشعراء المعبرين عن هذا الواقع
المتأسفين عليه متفقون على ذلك البخس لحق العقل، يقول المتنبي: