قال: لقد وقفنا بجانبهم ليرفضوا هذا العرض.. فما كان
للص أن يعين لصا.. لقد أعلن السفير الأميركي في طهران، أن الحكومة الأميركية تعتقد
أن إيران حرة في قبول او رفض الاتفاقية، وانها اذا ما قررت الرفض فان أميركا ستقدم
لها دعمها للوقوف ضد الابتزازات السوفيتية.. وقد شجع هذا الحكومة الايرانية على
رفض اتفاقية النفط في تشرين اول عام 1947.
قلت: لقد
قدمتم خدمة للإيرانيين بهذا؟
قال: ليست
هناك خدمة بلا مقابل.. وقد نلنا مصالح كثيرة بموقفنا هذا.. أقلها وقوفنا مع
المستكبرين في إيران من الشاه وحاشيته في وجه المستضعفين فترة ليست بالقصيرة.
قلت: أهذا هو
دوركم الوحيد في المنطقة؟
قال: لا..
لقد أقدمت إدارتي على خطوة ثانية أعظم خطرا.. وهو الدور الذي لا يزال قومك يعانون
منه.. إنه الدور المؤثر الذي قاد الى اعلان قيام الكيان الإسرائيلي.
لقد كنا على
قناعة تامة بأهمية ايجاد دولة يهودية في فلسطين، باعتبار أن هذه الدولة ستكون
ركيزة متقدمة للوجود الأميركي في الشرق الاوسط.. لذلك أقدمنا على سلسلة من
الاجراءات والمواقف كانت تقود نحو قيام الدولة اليهودية.
ففي نهاية آب
1945 طلبت من الحكومة البريطانية أن تسمح بالهجرة اليهودية الى فلسطين، تمهيداً
لقيام الدولة.
نعم.. لقد
ووجهت بمعارضة من قبل مسؤولين كبار في حكومتي، اعتبروا ان قيام دولة يهودية في
فلسطين، سيحفز الاتحاد السوفيتي على إيجاد مركز نفوذ في البلاد العربية.
قلت: لقد حصل
هذا بالفعل.
قال: أغيباء..
كلكم أغبياء.. لقد كنا نمثل أدوارنا بدقة.. إن السوفيتيين كانوا أكثر اهتماما
بإنشاء تلك الدولة منا.. ألم تسمع لينين.. لقد كنا نتقاسم الأدوار، فينهب كل