بالتفرج على ما تبثه الصحف التي ليس لها من هم إلا نقل حركاتهم وسكناتهم وبسماتهم وأناتهم.
قال: أرأيت لو نقلت أفقر فقرائكم وأبسط بسطائكم ليعيش حياة تفضل حياة أولئك الذين فتنتم به.. ألا يجعله ذلك عبدا لي عن طواعية؟
قلت: أجل.. ولكن مع ذلك، أنت أعور.. لقد وصفك a بذلك، فقال: (ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب)[1]
قال: وذلك سر من أسرار فتنتي..
قلت: كيف ذلك.. ومتى صار العور فتنة.. إن العور قصور وضعف.
قال: ولكني في عهدي.. وفي رعيتي.. سيصير فتنة.. فتنة عظيمة.. لن تطيق التعرف عليها.
قلت: أراك تبالغ كثيرا في التيه بقدراتك.. أين عزبت عقول الناس حتى يتبعوك مع ما فيك من النقص.. بل يبيعون الله القدوس بك؟
قال: لقد باع قومك الله بالشياطين.. مع أنهم لم ينالوا منهم أي شيء، فكيف تستكثر على قومي أن يعبدوني بدل الله.. وأنا أوفر لهم كل ما يشتهون.
قلت: أجل.. ذلك صحيح.. ولكنهم مع ذلك نفر محدودون.
قال: كل شيء يبدأ محدودا، ثم يتسع.. ألم يبدأ دينكم برجل واحد لم يجد من يعرف كيف يقف في طريقه؟
لست أدري كيف خطر على بالي ابن الصياد، فقلت له: وكيف لم يقم ابن الصياد في وجهه.. لقد شك الصحابة في كونه الدجال.
[1] البخاري (13/85)، ومسلم (8/195)