responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوكار الاستكبار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 168

النهایه

فجأة، وبعد أن سمعت هذا، رأيت غمامة سوداء ترتفع من صدري، لتحل بدلها أنوار السكينة وصفاءها وطمأنينتها.. تطلعت ببصيرتي في وهجها، فرأيت كل من امتلأت بحبهم في رحلتي من أبطال ابتداء من السحرة وامرأة فرعون، ومؤمن آل فرعون، والحسين والثلة الطيبة معه، وسعيد بن جبير.. وغيرهم من الأبطال.

ثم رأيتني بعد ذلك أتقمص أشخاصهم جميعا، ويحل في نفسي من الشجاعة والقوة ما لم يكن في حسباني..

وفجأة رأيت نفسي بجانب ذلك الضخم الذي كنت أرتعد لمرآه، ويرتجف قلبي عندما يسمع اسمه.. لكني في تلك اللحظة رأيته بصورة مختلفة تماما.. لقد رأيته ضعيفا حقيرا ممتلئا قيودا.. حتى أني لم أتزحزح عن مكاني عندما أراد أن يمر من طريقي.. بل لم أنحن له.. ولم أسارع للتزلف إليه كما كنت أفعل، وكما كان يفعل المستضعفون من أمثالي.

والغرابة في أنه راح على خلاف عادته، يتزلف إلي، ويسألني عن حالي، وعن مطالبي، ويطلب مني أن أسجلها له، ليقوم بتنفيذها، مع أني ظللت مدة طويلة أطلبها، وأرسل في سبيلها الشفعاء، وأنفق في سبيل تحقيقها الأموال.. ولم يكن يلتفت لذلك، بل لم تكن تزيده ذلتي إلا كبرا، ولم يكن يزيده تزلفي إلا تضخما وتعاظما.

لم أفطن لسر ذلك إلا بعد أن انصرف عني، وجاء بدله بعض المستضعفين، وقد كان يرقب حركاتي في ذلك اليوم.. قال لي، وهو ممتلئ استغرابا: ما الذي حصل لك؟ أين كنت تخزن كل هذه القوة والشجاعة؟ لم أرك هكذا من قبل.. لقد واجهت هذا المستكبر الذي ترتجف له القلوب بكل شجاعة وقوة، وأسمعته ما لم يسمعه في حياته.. والعجب أنه استسلم لك، ولم يستطع أن يواجهك.. لقد انتصرت للمستضعفين.. فهنيئا لك، وهنيئا لنا

نام کتاب : أوكار الاستكبار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست