responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوكار الاستكبار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 28

قلت: لم لم يسمع الحسين لتلك النصائح الرقيقة التي وجهت له؟

قال: إن الحسين لم يكن يمثل نفسه في ذلك الحين، ولم يكن حريصا على حياته.. لقد كان يعلم أن المستبدين لن يتركوه..

قلت: فلماذا خرج إذن ما دام يعلم ذلك؟

قال: لقد خرج ليحفظ دين جده من التحريف الذي أراد المستبدون إيقاعه بهذا الدين.

قلت: ولكنه فشل في تحقيق ما صبا إليه.

صاح صاحبي بقوة: لا.. لم يفشل.. لقد كانت الشرارة التي أشعلها الحسين في وجه الاستبداد هي التي أحرقت بعد ذلك كل قصور المستبدين، وهي التي دمرت كل قلاعهم..

قلت: بأي سلاح استطاع أن يفعل كل هذا؟

قال: بسلاح الدم الذي يهدر في سبيل الله.. لقد كان الدم الذي سال منه، ومن آل بيته أعظم محطم لأسطورة الاستبداد.. ألم تسمع رؤيا أم سلمة؟

قلت: بلى.. فقد روي عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله a بنصف النهار أشعث أغبر وبيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله ما هذا؟ قال :( هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم)، فأحصى ذلك اليوم، فوجدوه قتل يومئذ[1].

قال: أتدري تعبير هذه الرؤيا؟

قلت: ليس لي من علوم التأويل ما أعبر به الرؤى.

قال: لقد كان a يجمع دم الحسين ودم أهل بيته، ليصبح ذلك الدم دليلا للمستضعفين يستنولون به النصر، ويستمدون منه الهدي، ويقمعون به الظلم، ولا يبالون في سبيل ذلك أن تختلط دماؤهم بتراب الأرض.. لأن رسول الله a سيجمعها في محل واحد


[1] رواه البيهقي في الدلائل.

نام کتاب : أوكار الاستكبار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست