ومرت من التجارب.. علي أن أنفذ ما أريد، وعليكم أن
تدرجوا ما أعمل في الكتب!!)[1]
قلت: ولكن
الخلافة كانت قائمة، والأمة كان فيها كثير من الخير، فكيف وصلت إلى ذلك العرش الذي
جلس عليه قبلك سلاطين آل عثمان؟
قال: ذلك
حديث طويل.. وتلك مؤامرة خبيثة دبرناها، ودبرها سلفنا لنميت أمة محمد.. ونميت معها
السلام والإسلام.
قلت: فأخبرني
عنها..
قال: ستمر
على تفاصيلها في حصون المستضعفين.. ولكني سأخبرك عن بداية خبري.. فما أنا إلا حلقة
في سلسلة لم يكن لها من هدف غير تحقيق الغاية التي توهموا أنهم شرفوني بتحقيقها.
قلت: فما
بداية خبرك؟
قال: لقد كان
أمر أمة محمد قائما ما دامت وحدتها قائمة، فرحنا نتلاعب بتلك الوحدة بصنوف التفريق..
قلت: لقد
ذكرتني بقول القس سيمون :( إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية،
وتساعد التملص من السيطرة الأوربية، والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة، من
أجل ذلك يجب أن نحوّل بالتبشير اتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية)[2]
قال: ومثله
قال المبشر لورنس براون :( إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية، أمكن أن يصبحوا
لعنةً على العالم وخطراً، أو أمكن أن يصبحوا أيضاً نعمة له، أما إذا بقوا متفرقين،
فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير.. يجب أن يبقى العرب والمسلمون متفرقين،